فضل قراءة القرآن
أمرنا الله تعالى بتلاوة القرآن الكريم وقراءته، وحثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على مداومة القراءة والتدبر لما في ذلك من خير وبركة وثواب. والقرآن الكريم لا يحتاج إلى أحد بل الكل محتاجون إليه.
وقراءة القرآن ليست فقط واجبة في أداء العبادات والفروض، إنما أيضاً في إدراك معانيه وتدبير آياته والعمل به، والانصياع لأوامره والابتعاد عما نهانا عنه؛ وذلك امتثالاً لقوله عز من قائل: “ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَّكر” (القمر:17)، كما قال صلى الله عليه وسلم: “من قرأ القرآن وعمل به ألبس الله والديه تاجاً يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا”.
ولقد كان عليه الصلاة والسلام قرآناً يسير على الأرض، وكيف لا وهو من أدبه ربه فأحسن تأديبه؟ والله تبارك وتعالى تكفل بحفظ القرآن الكريم فقال: “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” (الحجر:9)؛ كما وعد عز وجل من يتعهده بالفوز العظيم فقال: “وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً” (الإسراء:45)، وقال أكرم الخلق عليه الصلاة والسلام: “أهل القرآن هم أهل الله وخاصته”. هذا جزاء المؤمنين، أما من ابتعد عن كتاب الله وهجره فبئس العمل وسوء المصير، قال عليه الصلاة والسلام: “عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أرَ ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها”.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتدبرون القرآن ويجعلونه في صدورهم قبل ألسنتهم.
وهذه قبسات من أنوار السنة الشريفة في فضائل القرآن وثواب من يقرأه ويعمل به:
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده”. (رواه مسلم).
* عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”. (رواه البخاري).
* عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه”. (رواه مسلم).
* عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يقال لصاحب القرآن اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها”. (رواه الترمذي وأبو داود).
* عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب”. (رواه الترمذي).
* عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف”. (رواه الترمذي).
* عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر” (رواه البخاري ومسلم).
* عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اقرأوا القرآن فإن الله لا يعذب قلباً وعى القرآن، وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر”.
* عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما” (رواه مسلم) .
* عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: “أيهما أكثر أخذاً للقرآن”؟ فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد”. (رواه البخاري).
* عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ القرآن يقوم به آناء الليل والنهار، يحل حلاله ويحرم حرامه، حرم الله لحمه ودمه على النار وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، حتى إذا كان يوم القيامة كان القرآن حجة له”.
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران” متفق عليه.
* عن أبي لبابة بشير بن عبد المنذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من لم يتغنَّ بالقرآن فليس منا”. (رواه أبو داود).
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد” فقيل: “يا رسول الله... ما جلاؤها؟” فقال: “تلاوة القرآن وذكر الموت”. (رواه البيهقي).
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ القرآن ثم رأى أن أحداً أوتي أفضل مما أوتى فقد استصغر ما عظمه الله تعالى”. أخرجه الطبراني.
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من شفيع أفضل منزلة عند الله تعالى من القرآن، لا نبي ولا ملك ولا غيره”. (رواه عبدالملك بن حبيب).
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن”. أخرجه أبونعيم في فضائل القرآن.